الاثنين 5 أيار 2025 14:28 م

قضايا العلم احتمالية 


* جنوبيات

يبحث الإنسان الباحث عن الحقيقة، فيعطي تحليلات علمية وأسباب منطقية لقضايا علمية، خاصة تلك التي يقبلها العقل ويقرّ بها المفكرون، حينها تغدو كحقائق علمية قابلة للقياس على الوقائع والظواهر العلمية ،  فثمّة العديد من الفلاسفة والعلماء هم بحثوا عن التفسيرات العلمية والحقائق والتصورات، هذه الخطوات هي تعتبر من الركائز الأساسية في الأبحاث العلمية، فالعالم لا يمكنه الإكتفاء لما تمّ التوصل له من نتائج علمية محضّ، بل عليه ان يكون في بحث مستمر،  وكل نظرية إما ان يتم تأكيدها او رفضها وهذا ما افضى بالعالم بوبر الى القول ان قضايا العلم هي قضايا احتمالية .
كما وان علماء آخرون بحثوا عن حقيقة الضوء وافترضوا ان الضوء كالصوت له اهتزازات والأثير هو المسؤول عن نقل هذه الإهتزازات ونشرها في المجال الكوني، فهم بحثوا كثيرا وخاصة في مجال الكهرباء والمغناطيس واعتبروا ان للنور مجالاً كهربائياً ومجالاً مغنطيسياً في آن واحد. ان لعلماء الفيزياء ورائدهم اينشتاين اهتموا بالحقائق الفيزيائية وربطوها بالوقائع المحيطة حولهم، فكل شيء في الوجود يمكن النظر اليه ببعده العلمي والذهني، والعالم المبدع هو الذي يكتشف الآليات والقوانين التي تحكم هذه الحقائق العلمية،  اي  ان دراسة العلائقية مع نسخ الوقائع ومعرفة الجوانب الخفية منه، هو المصدر لتكوين المعارف الضرورية والهامّة في السياق الذي يبحث عنه اي باحث ،  أي حول اي موضوع علمي قائم على الخبرات العلمية .
ان قضايا العلم في اي مجال من مجالات العلوم،  يمكن للقائم عليها ان يحيط بها علماً، ويبحث عن حقيقتها وواقعها من كل الجوانب دون إصدار الأحكام القطعية، فالعلم هو تراكمي ويبنى ولا يصل الى حدّ معين، ومن الممكن على العلماء الباحثين ان  يكونوا في حالة شك عند قبول اي قانون علمي، اي عند صياغة الفرضيات الأولية لأي دراسة علمية ، اي ان الإحتمال واجب والبحث عن اليقين هو اسمى ما يقوم به العلماء لكي يكون العلم غنياً بالنظريات والتجارب والخبرات العلمية ، وهذا ما ينطبق على سائر العلوم وليس حكرا على خاصية معينة من العلوم .
فكيف يمكن للعلم ان يصل الى نتائج علمية صرف وان يصوغها كأحكام علمية وقوانين ومعادلات تطبيقية ؟  

المصدر :جنوبيات